ايامك عيد

إليك يا وطن الأكرمين، إليك يا قبلة المسلمين، إليك يا من حضنت الأمين. رسول الورى سيد المرسلين. إليك أبعث هذه الرسالة، التي كتبتها في عجالة، وقد صارت شعراً وأردتها مقالة ( أسطرها لك من قمم جبال السروات، من بين شجر العرعر وغصون الزيتون وطيب النسمات، ومن بين ضباب يعانق السماء من تلك المرتفعات، ومن بين مناظر كأنها لوحة فنان يجيد سحر اللمسات، تبارك من حباها جمالاً يفوق كل الرسمات. أسطرها لك من جنوب المحبة والولاء، لوطننا ولقادتنا آل سعود الأوفياء، نعم الأوفياء) أبعثها معطرة بروائح العطور، ونفحات الزهور، لتبقى خالدة على مر العصور. لك وحدك أيها الوطن العزيز أسطر أوراقي، أجمع حروفي، أبعث كلماتي، كم كنت ايها الوطن الحبيب أتمنى أن أتقن حسن التعبير، وجمال التصوير، لحب يكبر مع الشهيق ومع الزفير. ولكن كل ما أود ذكره، بعد حمد الله وشكره، أن حبك متغلغل في دمي، وفي مشاعري. فيه تزدهر عواطفي، وتطمئن مخاوفي، وأجد سعادتي. وتبدو الحياة فيه أكثر إشراقاً، بل أكثر بهاءً. حين يلتقط سمعي اسمك، تتخيل عيني رسمك، وأنظر إلى الكون فلا أجد وصفك. حين يفتخر القوم بالبلدان، أجدك حقاً خير الأوطان، لا عجباً فأنت مهبط الوحي بالقرآن، وأنت مهجر المصطفى رسول الرحمن، بل قبلة المسلمين بعيدهم والدان. حين أهتف وأتخيل ذكراك، أشعر دائماً أنني أهواك، وأن الكون كله لا يساوي حفنة من ثراك، نعم لا يساوي حفنة من ثراك. أعذرني يا وطن المكرمات، لأقف عند هذه الكلمات، بل هذه الجمل المتواضعات. فلست قادراً على كتابة المزيد، ليس لأني لا أريد، فحبك من الوريد إلى الوريد، وإنما لأني لا أعرف كيف أزيد، فكل أيامك أيام عيد.